طور جيرهارد ريختر منذ بداية طريقه في مطلع سنوات الـ 50، أسلوب رسم متناقض بشكل واضح في دريسدن: لوحة تستند إلى صورة فوتوغرافية معروضة على اللوحة القماشية، عليها علامات وغير واضحة لاحقًا، إلى جانب لوحة تجريديّة أُنتجت بإضافة طبقات من الدهان وإزالتها.
توضّح "لوحة تجريديّة" طريقة العمل التي طوّرها ريختر. بنى اللوحة تدريجيًّا، من خلال دهم طبقة واحدة من الدهان وإزالتها بمكشطة، والتي تركت آثارًا على القماش، مكرّرًا هذه العمليّة عدّة مرّات. في كل مرحلة فحص نتيجة عمله – اللوح، النماذج، الإيقاع والانعكاس. من العملية المتكررة والميكانيكية تقريبًا لتغطية، كشف، إنهاء وهدم السطح التصويري، نتجت أعمال مجرّدة تذكرنا بالأمواج، حيّزات الرؤية تحت- جلديّة، بتغيّر سائل.
خصّص ريختر دورًا رئيسيًّا للعشوائيّة في العمليّة الإبداعيّة. في إشارة الى "الحظّ" كأداة في خدمة الفنان، أسهب ريختر في الحديث عن مفهوم طوّره الدادائيّون والسرياليّون في مطلع القرن الـ 20. لقد عادّ وأقرّه من خلال تقديم وجهة نظر مختلفة للواقع التصويريّ، ما وراء الظاهر.