حيّزات تفكير

قالت الفنانة هيلين فرانكنثالر ذات مرّة: "تبدو اللوحة الجيدة وكأنها صنعت دفعة واحدة". "إنّها صورة فوريّة... حركة المعصم الجميلة التي يتم تنسيقها مع الرأس والقلب... وتبدو وكأنّها ولدت في لحظة واحدة".

يضمّ هذا القسم من المعرض أعمال الفنّانين الذين جرّبوا أساليب جديدة للمكوّنات الأساسيّة للرسم: الشكل، اللون، الملمس، مقياس الرسم والتكوين. فنّانو حقول اللون من نيويورك وواشنطن أسطحًا من ألوان متعدَدة أو منوّعة بتقنيّة " التلوين بالتغطيس". كان من عادتهم أيضًا أن يصبّو طبقة دهان مخفّف وترك السطح ليمتصّ الدهان من دون ترك أيّ آثار فرشاة. أحيانًا امتصّ القماش طبقات الدهان المخفّف ونتج عن ذلك مؤثر ألوان مائيّة. في أماكن أخرى بقع أكثر كثافة منحت اللوحة جودة المينا. أنتج استخدام مرشّات الدهان الصناعيّ على اللوحات المكشوفة غيومًا مراوغة من الألوان، تفتح أنظار الناظر وفي نفس الوقت تختبر حدود اللون من خلال تغيير القوام. في تقنيّة التغلغل أو الفرك يتم وضع ألوان قويّة على طبقة لون شفّاف، فيتمّ الحصول على عدم وضوح وحركة لطيفة، كتل تظهر وتنسحب. في تجريدات أخرى اللوحة مبنيّة بالتدريج، بدهن طبقة دهان واحدة، إزالتها بكاشطة وتكرار هذه العمليّة، الآثار التي تُزال بالكاشطة، متوهّجة وتذكّر بالصور غير الواضحة.