حقول التجريد

عدينا كميان

يلخّص الفنّ التجريديّ جوهر الأشياء: الأغراض، المَشاهد، الأحداث وحتى المتعة أو التجارب. صحيح أنّه يعفي نفسه من تمثيل الواقع، لكنّ جذوره ما زالت مغروسة في العالم الحقيقيّ. هناك أعمال آثار مصادرها في الواقع محفورة فيها، وأعمال أخرى أقرب إلى الشكل النقي - ولكن جميعها تعكس بطريقة أو أخرى ردّ فعل على واقع شخصيّ، اجتماعيّ، سياسيّ أو ثقافيّ.

تدعو حيّزات “حقول التجريد” الثلاثة - “فضاءات تفكير” و”أسطح الطاقة” و”توازن هندسي” - الزوّار إلى السماح لنظراتهم بالتجول بحرّيّة، ليكونوا في الحيّز ويحاولون الانغماس فيه. أفلام قصيرة لفنّانين خلال العمل تُعرض بين الأعمال، تفتح فتحة لإلقاء نظرة على مجموعة منوّعة من عمليّات الإبداع، موادّها والدور الذي يلعبه الجسم في هذه العمليّات.

لأعمال الكبيرة المقاسات المعروضة في "حقول التجريد" أُنتجت من سنة 1949 إلى سنة 2016 وكلّها من مجموعة المتحف. عمل مبدعو هذه الأعمال بعد الحرب العالمية الثانية في الولايات المتّحدة، أوروبّا وإسرائيل وكانوا يطمحون إلى توسيع حدود فنّهم من خلال تجربة الموادّ والأسطح المختلفة، ومن خلال استخدام أجسادهم في عمليّة إنتاج العمل. طوّروا لغات الفنّ غير التمثيليّ للتعبيريّة التجريديّة، فنّ حقول اللون، المجرّد الغنائيّ، اللاصوريّ والتقليليّ، وعملوا في أعقاب عمل رواد التعبيريّة التجريديّة-كاندينسكي، موندريان وملويتش-في مطلع القرن الـ 20. استخدم هؤلاء الفنانون، أبناء موجة التجريد فصاعدًا، مواد جديدة، واعتمدوا طرق عمل جديدة ودمجوا في أعمالهم تأثيرات من مصادر غير غربية، مثل الكتابة الفنّيّة اليابانيّة.

وصف الناقد الفنّيّ الأمريكيّ هارولد روزنبرغ التجريد بأنه "حدث وليس صورة". سيطر التقليل، التركيز على المواد والتقنيّات، التركيز على اللون والخطّ وتسطيح العمل الفني على عالم الفن في سنوات الـ 60. خلال العقد التالي، انتشر التقليل أيضًا إلى الأعمال الفنّيّة ثلاثيّة־ الأبعاد. في سنوات الـ 80، اختفى جمال التجريد في نظر لعديد من الفنانين، وبحلول سنوات الـ 90، حُذف من وصف تاريخ الفنّ لأنّه لم يعُد يُعتبر تجديدًا. ومع ذلك، فإن الأبحاث المعاصرة تشكّك في هذا الوصف التطوّريّ المستمر على ما يبدو، وتلقي نظرة جديدة على حركات التجريد التي تم إهمالها، وتكتشف فنّانين يتردّد صدى تراثهم التجريديّ في عملهم حتى بعد سنوات الـ 70.


.

المعرض والموقع بتبر ّ ع سخي من نانسي وولد، أكسفورد،
تخليد َ ا لذكرى والديها بنجامين وفرانسيس ميلر

أمينة المعرض: عدينا كميان
مساعدة أمينة المعرض: سارة بن شوشان
مصمما المعرض: ألكسندرا طوباز وأريئيل أرموني
لترجمة إلى العربي ّ ة والتحرير: صالح علي سواعد

موقع المعرض على شبكة الإنترنت:
التصميم: أستوديو إيرا غينزبورغ
التطوير: أستوديو ليمونتشلو, آنيا حيّاط

حقوق البحث ونسخ الصور: ياعيل برشاك، سارة بن شوشان
مساعدو البحث: بياتريس أوبا، نوغا غودشتاين، طالي هوروفيتس، إرينا جوكوفا، شير حوري، يام طرايبر، عمانوئيل كوبلانوف، إليانا كاستنر

استعمال الصور التي يكون صاحب الحقوق عليها مجهولًا، أو لم يتمّ العثور عليه، يجري حسب المادّة 27 أ لقانون حقوق النشر. أذا كنتم أنتم أصحاب الحقوق، الرجاء التوجّه إلى: images@imj.org.il.