كرّس الرّسام ورجل السينما الألمانيّ هانس ريختر نفسه لكسر تقاليد تاريخ الفنّ، وإيجاد رؤًى جديدة في العمليّة الإبداعيّة. في أعقاب إصابته في الحرب العالمية الأولى، تم إرساله للتعافي في زيوريخ، حيث التقى بالدادائيّين وأصبح صديقًا للمخرج السويديّ فيكنغ إيجلينج، وتعاون معه في العديد من الأفلام الرياديّة، التجريديّة.
تبدو "مُدرجة، أسود- أبيض، تجريديّ"، مثل مًدرجة معلّقة يابانيّة. ضربات الفرشاة السوداء الرأسيّة ولزوجتها المنوّعة تسبق، صلة ريختر بالسينما، وهكذا شهد: "لم أعمل في الأفلام حتّى عام 1927 لأنّني كنت أراها دائمًا مجرّد تمرين، امتداد، اعتراف بالمشاكل التي واجهتها في الرسم. في سنة 1919، أدركت أنّه في رسومات المُدرجات كان هناك وعد بالحركة، لكنّني لم أكن مهتمًّا بالحركة بحدّ ذاتها، كنت مهتمًّا بالرسم: لكنّني واجهت في الرسم مشكلة الديناميكيّة. قادتني الديناميكيّة إلى مشاكل حركيّة. هذه المشاكل حركيّة بم يكن بالإمكان حلّها إلا في الأفلام. على الرغم من أنّني بدأت في صناعة الأفلام في عام 1921، إلّا أنّني ما زلت أراها بالأساس حلًّا لمشاكل في الرسم. لقد مرّت فترة حتّى بدأت أعمل في الأفلام من أجل الأفلام".
اعتبر ريختر المدرجة "فنًّا حديثًا"، في المنطقة بين اللوحة والفيلم. بصفتها كذلك، حركة الوعي، حركة متوازنة، لكنّها ما زالت قادرة على الثوران في كلّ لحظة وتصبح عملًا حركيًّا. يمكن اعتبارها "انسجامًا نهائيًّا لفقدان الحركة، كجزء من الحركة".
عدينا كميان