كان موريس لويس أحد مؤسسي "مدرسة الألوان واشنطن"، وهي مجموعة من الفنانين المعروفين باستخدام الألوان الحديثة الزاهية، والدهان الصناعي بدلًا من الدهانات الزيتيّة. مهدت زيارته لأستوديو هيلين فرانكنثالر في سنة 1953 الطريق لاتّجاه جديد. انبهر لويس وزملاؤه من طريقة الفنانة التي لطّخت الأقمشة بالدهان المخفف، محقّقة بذلك إحساسًأ بالطلاء المغطّس أو المبقّع. في كثير من الأحيان، كان من الصعب التمييز في عملها بين السطح والألوان التي تغطيه.
في سنة 1952، انتقل لويس إلى واشنطن، حيث بدأ بتفكيك الصفات الشكليّة للوحة. استندت تقنية الرسم التي اخترعها إلى بقع عموديّة من الدهان على قماش مكشوف. "بلا عنوان" هي قسم من سلسلة من اللوحات الرائدة التي أنتجها بين سنتي 1954 و 1958. عرفت باسم "الأوشحة" بسبب الطبقات الشفافة، والأشكال المتموّجة لشلّالات الدهان التي ميزتها. تخلى لويس تمامًا عن الفرشاة وسكب دهانًا أكريليًّا مخففًا على حافة قطعة قماش كبيرة، مثبّتة على إطار خشبي أفقي. ثم قام بإمالة الإطار الخشبي وترك الدهان يتدفّق على القماش، أحيانًا في خطّ مستقيم، وأحيانًا في بالتواء لطيف. حدّدت الجاذبية، أو التلاعب، التي نفّذها على القماش مسار الدهان في انتشاره. كوّنت الخطوط المتتالية أوشحة ملونة غنية، مضيئة وشفافة. عادة ما يتمّ دهان الطبقات الأولى من الأوشحة بألوان فاتحة، وطبقات إضافية من الأسود أو البني، قاتمة أو بلويناتها. تظهر في القسم العلوي من القماش لوينات البرتقالي والأصفر نابضة بالحياة، وأوشحة اللون كما لو أنّها تسبح في الفضاء.
عدينا كميان