كان الفنان الألمانيّ- الأمريكيّ فريدل دزوباس يدرس نفسه بنفسه، حيث كان يعتبر "مختلطًا" (مولود لأب يهوديّ وأمّ كاثوليكيّة) ومُنع من الدراسة في ألمانيا النازيّة. بعد فراره من وطنه، جاء إلى نيويورك في سنة 1939. هناك، واصل حرفة عائلته، ورسم رسومًا توضيحيّة لكتب في شيكاغو ونيويورك.
في مطلع سنوات الـ 50، ابتكر دزوباس تكوينات ضخمة تتصادم فيها مناطق ذات ألوان مكثفة مع بعضها البعض في نماذج تذكّرنا بأكوام من الأشياء، مثل "صحراء" و"جبل-مِنْضَديّ ليليّ". بحلول أواخر سنوات الـ 50، كان قادرًا على تكريس كلّ وقته للرسم، والناقد كليمنت غرينبرغ أدرجه في قانون التعبيريّة - التجريديّة؛ نُفّذت أعماله بصيغة التجريديّ الغنائيّ ولوحات حقول اللون. إلى جانب هيلين فرانكنثالر، موريس لويس وكينيث نولاند، كان دزوباس رائدًا في تقنيّة الرسم بالبقع. اعتاد زملاؤه تلطيخ أقمشتهم المكشوفة بدهان مخفّف، أمّا هو فكان يرسم على أساس جسو بطبقات كثيفة من الدهان، ممّا أدى إلى إنشاء حقول-ألوان شبه شفّافة. اعتقد دزوباس أنّه في لوحاته هذه تتردّد أصداء الظواهر الطبيعية، العاطفة، الإيماءات التصويريّة، وكذلك تجربة اللون بحدّ ذاتها.
عدينا كميان