اقتحم جلعاد إفرات المشهد الفني الإسرائيلي بلوحات أحادية اللون للمواقع الأثرية، استندت إلى صور جوية وتناولت الهوية الإسرائيلية والرواية الصهيونية. ثم ذهب إلى أبعد من ذلك، إلى المناظر الطبيعية للقمر والمريخ، وبعد عقد من الزمن رسم صورًا عملاقة لقرود التقى بها في حديقة الحيوانات في هيوستن. كان لقاؤه مع اللوحات "التجريديّة" لقرود حديقة الحيوانات من نواحٍ كثيرة نقطة تحوّل في تطوّره الفنّيّ. في أعقابه، تخلى عن الرسم التصويريّ، وبدأ بمتابعة مواضيع الفن التجريدي والتعبير الحدسيّ النقي من خلال اللون والشكل.
تستند "بدون عنوان XI (مسار تفكير)" على صور للحديقة التي تحيط منزل تشارلز داروين في إنجلترا، وفيها مسار طويل اعتاد واضع نظريّة التطوّر تستخدم السير فيه والتأمّل. اللوحات، التي تذكّر بصور غابات رومانسية من القرن الـ 19، بدأت تصبح مجرّدة حتّى فقدت تمامًا الصورة الواقعيّة الكامنة في أساسها. كما أنّ المسار بدأ يختفي ببطء أيضًا في غابة من البقع التجريديّة. أعمال إفرات التجريدية التي يتردّد فيها صدى لوحات هانس هوفمن، نيكولا دي ستال، وجيرهارد ريختر وغيرهم من الفنّانين التجريديّين، هي نتاج عمل بدني قوي وعنيف تقريبًا، غنيّ بالألوان وحيويّ.