كان هانس هوفمن محاضرًا مشهورًا في نظريّة الفنّ في المدارس التي أسّسها في نيويورك وكيب كود، ماساتشوستس، وعضوًا مؤثّرًا في الحركة التعبيريّة التجريديّة. في مطلع سنوات الـ 50 أصبح مهتمًّا بالأسطح اللمسيّة وخلق الملمس والحركة من خلال وضع الدهان بضربات فرشاة صغيرة إيقاعيّة. أنتجت هذه التقنيّة فسيفساء من الأشكال الملوّنة، وتطوّرت على مرّ السنين إلى نمط المستطيلات الذي ميّز عمله في العقد الأخير من حياته.
في "رافسوديا زرقاء رقم 2"، ترك هوفمن فقط "خلفيّة" اللوحة: ضربات فرشاة غنيّة بالألوان تتحرّك بسرعة بين الأشكال غير المحدّدة والألوان القويّة. كان يؤمن بالتعلّق القائم بين اللون والشكل، والقدرة على إنتاج العمق والمنظور. وبالفعل البرتقاليّ الساطع كأنّه يقفز إلى سطح القماش، في حين أنّ الأزرق العميق والأحمر الغامض يغرقان في أعماقه. تخلق الألوان العميقة إلى جانب ضربات الفرشاة الذكيّة صورًا مجرّدة تنشأ من العقل الباطن للفنّان وتشجّع المُشاهد على الانغماس في التحوّلات الديناميكيّة بين الألوان، والغوص في دوّامة الرافسوديا الزرقاء.