اشتهر جاكسون بولوك، أحد قادة التعبيريّة التجريديّة، عُرف بالأساس بلوحات "التنقيط" أو "الحركة" من السنوات 1947-1951. لإنتاجها نشر على أرضيّة مخزن الحبوب- الأستوديو قطع قماش كبيرة غير مشدودة وبدون طبقة أساس، وثبّتها بمسامير على الأرض. كان يدور حولها بفراشٍ من عدّة أحجام، قطّارات وعصي، ملاعق وسكاكين رسم مسطّحة لصبّ، دهن وتنقيط الدهان والمينا المزجّج.
شارك في هذه العمليّة جسده كلّه، وكما أوضح، "على الأرض أنا أكثر ارتياحًا. أشعر بأنّني أقرب، بأنّني جزء من اللوحة، لأنّني بهذه الطريقة أستطيع أن أدور حولها، وأعمل من جوانبها الأربعة، وأكون داخل اللوحة، بكلّ معنى الكلمة". هذه التقنية، التي تطورت من الرسم التلقائي السريالي وكانت مستوحاة من لوحات الرمال للهنود الحمر، خلقت تركيبة لا حدود لها من الخطوط التي تعبر بعضها البعض في مساحة لا يمكن تمييزها بين العلويّ والسفليّ، بين الداخل والخارج. ربما تكون اللوحة المطوّلة "التكوين الأفقيّ" مشتقّة من قطعة أكبر، ويبدو أنّها تمتدّ إلى ما لا نهاية. على خلفيّة بلون الصدأ، دوّامات المينا المزجّج الأزرق والأسود تتداخل ببعضها البعض وتنزف الواحدة إلى الأخرى، تُضاف إليها خيوط بيضاء دقيقة. التوزيع الدقيق للضوء والظلام ينقل الشعور بالعمق والحيويّة.
عدينا كميان