أصبح الرسّام التجريديّ ما بعد التصويريّ كينيث نولاند صديقًا للرسام موريس لويس، وكان كلاهما معجبًا جدًّا بلوحة هلين فرانكنثالر الرائدة "الجبل والبحر" (1952)، حيث طوّرت تقنيّة ارتبطت بها- تلطيخ قماش عارٍ بالاكريليّ المخفف.
أنتج نولاند العديد من السلاسل التي درس فيها تأثير الدهان وخاصّة العلاقة بين المناطق المرسومة على القماش والمناطق التي تركت مكشوفة. وضع الدهان بواسطة فرشاة الرسم والبكرة بحيث أصبح جزءًا من القماش. "زاوية مقتطعة" هي جزء من سلسلة بدأت سنة 1963 وركّزت على شكل الحرف V، دائمًا في خطوط ثلاثيّة من الألوان، ويتّجه رأسها إلى أسفل. على الرغم من أنّها تتطلّب أقصى قدر من الدقّة، إلّا أنّ نولاند وصفها بأنّها لوحات "ضربة واحدة".
عنوان اللوحة، "زاوية مقتطعة"، مأخوذ من عالم النجارة ويشير إلى النهاية التي تلغي على حدة الزاوية عند الاتّصال بين ضلعين. للوهلة الأولى اللوحة مثيرة للإعجاب من حيث الدقة الهندسية والنظافة. يتفاعل التكرار الإيقاعي للنموذج، الألوان البسيطة والانسجام بينها مع مبادئ التقليليّة، وهو تيّار سعى إلى توضيح الجوهر البسيط للنموذج. من بعيد، يبدو اللون موحّدًا ومستقرًّا، ولكن عند الفحص عن كثب، فإنّ الخطوط الثلاثة التي تكوّن المثلّثات ليست متساوية بالفعل، وتختلف من أعلى اللوحة إلى أسفلها. المثلّثات تتنفّس وغير محصورة في اللامبالاة الهندسيّة المقتضبة.