كانت ليا نيكل، الفائزة بجائزة إسرائيل للرسم، فنانة مميّزة ذات صوت فريد من نوعه، وتعد أعمالها نموذجًا للرسم التجريديّ – وهو الرسم الذي يرى القماش كمنصّة للحوار، التفاعل والصراع بين الألوان والبقع والقوام. في هذه اللوحة، اتّخذت نيكل الخطوة الجريئة وغير العادية المتمثّلة في الاعتماد على لون واحد فقط: البرتقاليّ. موسيقى اللوحة التجريديّة والأصوات التي تقدّمها هي من أداة واحدة فقط. اللوحة البرتقالية بأكملها منشغلة بمجموعة من درجات هذا اللون وهي مدهونة على شكل نقط كبيرة وعفويّة. هذا اللون البرتقالي يشبه عرض عازف منفرد: بقعة أوّليّة، بدائيّة، شمس تبزغ على قماش اللوحة كانفجار طاقة بحتة.
ولدت ليئا نيكل في سنة 1918 في أوكرانيا وقدمت إلى إسرائيل في سنّ الثانية. في سنة 1950 سافرت إلى باريس وتعرّفت هناك على الاتّجاهات المختلفة للرسم التجريديّ بعد الحرب - غير الرسميّة، البقعيّة (من كلمة "بقعة") والتجريد الغنائيّ – وعلى فنانين مثل جورج ماتييه وهانس أرتونغ، اللذين أنتجا لوحاتهما على بتجريد مطلق، وفيها قدر كبير من الجسديّة والعفويّة. تأثّرت لوحاتها بأعمال خوان ميرو وجان دوبوفيت، اللذين تعاملا مع لوحة الأطفال وقوة الرسم على التحرّر من أغلال التقاليد والتشكّل من الحدس الأوّليّ. تناولت في أعمالها المبكّرة الصور التي مصدرها من الواقع، ولكن عند عودتها إلى البلاد في سنوات الـ 60، انتقلت إلى التجريديّ المطلق وتمسّكت به طوال حياتها الفنّيّة.