خطوط الشبكة في إطار اللوحة "بلا عنوان" ولونها الأرجوانيّ هي نموذجيّة لأعمال موشيه كوبفرمن. الخطوط التي تشبه الإحداثيّات تشكّل "إطار العمل" الواضح للوحة، وتكسرها الشقوق العميقة في اللوحة. كوبفرمن- من مواليد بولندا تم ترحيله خلال الحرب العالمية الثانية مع عائلته إلى معسكر أورال في كازاخستان، وإلى مخيمات النازحين في ألمانيا، ونجا وحده بفضل العمل البدني الشاق-ألمح ذات مرة إلى أنّ الخطّ الأفقي يعّبر عن خطّ وجوديّ في أوقات الأزمات، واللون الأرجوانيّ يعبّر عن الحزن. تظهر في الجزء الفاتح اللون من اللوحة خطوط تشبه العد على أساس أوناري (يرتكز على العدد 1)، أي أربعة خطوط أفقيّة وخط عمودي يكمل العد إلى خمسة. هل هذا العدد يحاكي عدّ الأيّام في السجن؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأيّ نوع من السجن؟ تماما كما أنّ طبقات اللوحة هي ذاكرة حيّة من الماضي سجينة الحاضر، هكذا العدّ الأوناريّ قد يحاكي أيضًا تسلسل الوقت المسجون في الوسيط الثابت، أي اللوحة.
هذه التقنيّة الموجزة، المتشدّدة والملتزمة بالقواعد التي فرضها على نفسه، استخدمها كوبفرمن لتغطية أجزاء من اللوحة ثمّ كشفها، كما هو الحال في الحفريّات الأثريّة، مكرّرًا هذه العمليّة. الناظر إلى أعماله يرى من خلال طبقات من الدهان التي امتصّها القماش، الممسوحة والمدهونة عليه، ما يشبه شريحة فوق شريحة مثبّتتين معًا، أو جسدًا يتنفّس وينبض.