كان التقليليّ الأمريكيّ روبرت رايمن كان عازف ساكسفون جاز بارع. بدأ الرسم، وفي سنة 1959 أكمل أوّل لوحة فعليّة له، والتي كانت في الأساس أحاديّة اللون. اثنتان من السمات المميّزة لعمله هما قالب مربّع ولوحة بيضاء بالكامل. على الرغم من أنه يستخدم الدهان الأبيض فقط، إلّا أنّ رايمن لا يصف عمله بأنّه أحاديّ اللون. بالنسبة له تُبرز حياديّة الأبيض ملمس سطح الرسم. تظهر درجات لا حصر لها من اللون الأبيض من خلال أنواع مختلفة من الأسطح (قماش، ورق، خشب، معدن، زجاج شبكيّ)، في مجموعة منوّعة من التقنيّات (الأكريليّ، الألوان الزيتية، المينا المزجّج). في بعض الحالات، تدلّ الآليّات التي تُركت مكشوفة على ما ينطوي عليه تنفيذ العمل وتقديمه للجمهور.
في "مدًى"، يلفت الفنّان انتباهنا إلى حوافّ لوحة الألياف الزجاجيّة من خلال الرسم على جانبيها، وفي الزاوية اليسرى في الأسفل، بألوان بيضاء مختلفة، بالزيت والمينا المزجّج. بالإضافة إلى ذلك، يثري التكوين ونسب الألوان الحسّاسة بواسطة شريط من الألومنيوم، في الأعلى وفي الأسفل. إن كشف المشابك والأقفال التي تربط العمل الفنّيّ بالجدار – هي تقنيّة عادة ما تكون مخفيّة-يزيد من الوعي بالعمليّة الإبداعيّة كجزء هامّ من تأمّل عمل فنّيّ.
عدينا كميان