يعتبر سام فرانسيس أحد أهمّ الفنّانين في الجيل الثاني من التعبيريّة التجريديّة، وهو معروف بلوحاته التجريديّة الكبيرة وتعدّد ألوانه الغزير. إنّ استخدامه الغنائيّ للون والحيّز، إلى جانب اهتمامه بالهيكلة والتكوين يميّز عمله عن الأسلوب الأكثر "خشونة" لمدرسة نيويورك. أدرج فرانسيس في أعماله عناصر من التعبيريّة التجريديّة، لفن حقول الألوان، الانطباعيّة والفلسفة الشرقيّة. تعرف على زن البوذية خلال سنوات دراسته الجامعيّة، ومنذ سنة 1957، كان يزور اليابان بشكل متكرر.
في هذه اللوحة من سنة 1973 كان يعمل على الأرض ووضع لوينات من الأزرق، العنّابيّ، الأخضر والأصفر مباشرة على القماش باستخدام بكرة. في بعض الأحيان تم امتصاص طبقات الدهان المخفّف في القماش، مكوّنى تأثير الألوان المائية. في أماكن أخرى، أعطت البقع الأكثر كثافة اللوحة جودة المينا المزجّج. قد يذكّر التقاء الأوتار المتقاطعة بالطائرات، وهي الدعوة التي تتماشى مع ماضيه كطيار في الجيش، ويمكن للمرء أن يضيف أنّ الألوان الزاهية على خلفية بيضاء مشرقة، تمنح شعورًا بالتصوير الجوي. يتشابه الموضوع المركزي الديناميكي في شكله وعفويته مع حروف الكتابة الفنّيّة المألوفة من الفواصل اليابانية. في كلتا الحالتين، العلاقة بين ضربات الفرشاة وقطرات الدهان، أو الحبر، والخلفية الشبيهة بالفراغ تخلق توترًا، وفي الوقت نفسه تمنح العمل طابعًا تأمّليًّا.
