ولد دي كونينغ في روتردام، وجاء إلى نيويورك في سنة 1926، حيث فُتن بالحرّيّة الغنائيّة لموسيقى الجاز والفنّ التجريديّ الذي استًلهم منها. مع مرور الوقت، أصبح دي كونينغ حلقة وصل هامّة بين الحداثة الأوروبّيّة ورسّامي مدرسة نيويورك.
على مدى ما يقرب من سبعة عقود، طوّر دي كونينغ مجموعة واسعة من الأساليب - من التصويريّة إلى المجرّدة. في كثير من الأحيان اختلطت الأساليب وغذّت بعضها البعض. كانت شخصيّة المرأة موضوعًا غزير الإنتاج ومثيرًا للجدل. منذ بداية طريقه كانت ضربات الفرشاة العريضة والألوان السائلة أدوات عمله، واستمر في استخدامها على مرّ السنين. تميّز عمله بمزيج من المجهود البدنيّ مع تجارب لا نهائيّة. بدأ تجريداته بالأبيض والأسود في الدهان الزيتيّ والمينا المزجّج لرسم اللافتات في عام 1948، عندما أقام معرضه الفرديّ الأوّل. يتكوّن "الأسود والأبيض" من صفحتين بلُوَيْنٍ أصفر-أبيض عليها أشكال سوداء مرسومة بأقصى قدر من الجرأة والثقة وكأنّها تمثّل حروفًا أو أشكال بشريّة مضمّنة. تُمدّ خطوط وقطرات دهان قويّة وشفافة، وتُضغَط في تركيبة موفّرة للغاية، وتندمج مع بعضها. القطرات، أو نقاط النزف- سواء كانت مركّزة أو تتلاشى - تكشف عن البياض بين الأشكال السوداء.
عدينا كميان