منذ منتصف سنوات الـ 60، اعتاد ريتشارد لونج الخروج في مسيرات مشي فرديّة، احتفاليّة وطويلة، في خط مستقيم أو في دوائر، وكوّن تنصيبات من الأشياء التي وجدها في الطريق أو من صور المباني التي بناها. كانت هذه الطريقة تعبيره الفنّيّ الرئيسيّ. في أواخر سنوات الـ 70، بدأ بترتيب الأشياء الطبيعيّة التي جمعها في أشكال أساسيّة مُشبعة بالمعنى العالميّ في الهواء الطلق، أو في المتاحف وصالات العرض. إنه مرتبط بتيّار فنّ الأرض ويتبنى نهجًا حسبه على الفنان أن يترك خلفه فقط آثار أقدام متواضعة في المناظر الطبيعية ولا يغيّرها بإضافة معالم تذكاريّة كبيرة.
الطبقة العليا من التربة هي تراكم كثيف للنباتات المتعفّنة جزئيًّا، أو الموادّ العضويّة والأعشاب. غالبًا ما توجد في المناطق المشجّرة والأراضي الرطبة والمستنقعات، تفوح منها رائحة قوية في موقد التدفئة. تغطي تربة الكابُل مساحات شاسعة من سطح الكرة الأرضيّة وينبعث منها ثاني أكسيد الكربون وتحافظ على التوازن في الطبيعة. عندما كان طفلًا يزور أجداده في ديفون، كان لونغ مولعًا بغابة درتموند القريبة، التي هي مصدر تنصيباته الدائريّة الطبيعيّة. أضيف إلى "دائرة كابُل" أيضًا بعد أسطوريّ من الثقافة البريطانيّة - إذ إنه وفقًا للاعتقاد الشائع، تعيش الجنيّات الصغيرة 'فيكسيز' في محيط درتموند بالذات؛ وتطارد الخيول المسروقة عبر الحقول مكوّنة بذلك دوائر، وكلّ من يدخلها يُنقل اإلى بلاد بيكسيلاند السحرية.