انتقل هانس هارتونغ إلى باريس في أواخر سنوات الـ 20 واعتقل في وقت لاحق من قبل الجستابو لخدمته في جيش أجنبي وبسبب الأسلوب "المنحطّ" في لوحاته. في باريس، بعد الحرب، ارتبط اسمه بالفنانين جان بوتييه وبيير سولاج، اللذَين تبنّيا أيضًا أسلوبًا عفويًا وإيمائيًّا. عُرف بلوحاته التجريديّة الغنائيّة ونشاطه في حركة الفن غير الرسمي (Informal). كان لعمل هارتونغ تأثير كبير على الرسامين التجريديين الأمريكيين في مطلع سنوات الـ 60، بما في ذلك هيلين فرانكنثالر وسام فرانسيس.
حسب رأي هارتونغ، "إن ما يسمى باللوحة التجريدية ليست واحدة من "الأنماط" التي ازدهرت مؤخرًا، فهي ليست "أسلوبًا" أو "فترة" في تاريخ الفنّ، ولكنها وسيلة جديدة للتعبير، لغة إنسانية مختلفة-مباشرة أكثر من تلك الموجودة في اللوحة التي سبقتها". تظهر في لوحاته التجريديّة التواءات واضحة، خربشات وعلامات نتجت بسبب الكشط، المحو وإعادة وضع الدهان. في "التكوين" عُلّقت ثلاث مناطق من الدهان الأسود تطفو على خلفيّة مائلة إلى الأصفر ورمادية. في بعض الأماكن، تكشف الخدوش بأسلوب الكتابة الفنّيّة أرضيّة القماش، ممّا يخلق توترًا بينها وبين مناطق اللون. يجسد هذا العمل ويحتفي بفكرة مركزية في ذهن هارتونغ: "أول وأهم شيء هو أن تظلّ حرًّا، حرًّا في أي خط تبدأه، في أفكارك وفي نشاطك السياسي ، في سلوكك الأخلاقي [...] يجب أن يظلّ الفنان على وجه الخصوص محرّرًا من أي قيود خارجية".
عدينا كميان