يعتبر جان ديجوتكس فنّانًا يحظى بتقدير كبير في التيّار التجريديّ الفرنسيّ، ولم يتوقّف عن الابتكار على مدار أكثر من خمسة عقود. تأثّر بالكتابة الفنّيّة في الشرق الأقصى وتأمّل الزن، وقارن بداية رحلته الفنّيّة التي امتدّت لنصف قرن بلوحة هزيلة، ماهويّة، لوحة تقليليّة. في "18 فراغ من عدم وجود الطبيعة من تلقاء نفسها"، تظهر ضربات الفرشاة الأفقيّة بالأسود-الأبيض. ينطلق الرش، ضربة الفرشاة والتنقيط في لحظة واحدة، دون أيّ تعديل أو إمكانيّة للندم. إنّها تُبرز قوّة الخلفية الفارغة الخاملة.
تبلور مفهوم الفراغ الذي تمّ استكشافه هنا خلال رحلة ديجوتكس الهامّة إلى بريتاني في عام 1954، ولم يتخلّ عنه أبدًا. ينعكس تأمله في الطبيعة أثناء وجوده هناك في لوحته الشعرية: تتّحد السماء والبحر، ويُلمّح للضوء من خلال حركات زَبَد الأمواج المتلاطمة على الصخور. فنّه غير القابل للمصنّف الذي درسه بقواه الذاتيّة، يربط بين الانضباط وفوريّة الحركة. قال: "ليت لوحتي كانت نفَسًا عميقًا".
سارة بن شوشان