ساهم جول أوليتسكي بشكل كبير في تطوير فنّ حقول الألوان في منتصف سنوات الـ 60. مثّل الولايات المتّحدة في الحفل الثانئيّ السنة في البندقيّة سنة 1966، وفي سنة 1969 قدّم أوّل معرض فرديّ لفنّان أمريكيّ حي في متحف متروبوليتان.
ركز أوليتسكي على الخصائص المادّيّة للسطح والهوامش، اللون والخط. في سنة 1964، قال للنحات أنتوني كارو: "في لوحاتي، أود فقط رشّ الدهان لكي يكون معلّقًا مثل غيمة، لكنّها لن تفقد شكلها". اقترح كارو، الذي لوّن منحوتاته بمسدّس رشّ يُستخدم لدهان السيّارات أيضَا، على أوليتسكي أن يجرّب أيضًا هذه التقنيّة، وفقام بدوره بتطوير طريقته الخاصّة-باستخدام مسّدس رش صناعيّ حدّد لمسات الدهان وأنتج بذلك مساحات كبيرة بسرعة مع تأثير الدهان الضبابي المعلّق في الهواء.
عمل أوليتسكي أوّلًا مع ثلاث مسدّسات رشّ في وقت واحد، لإنتاج كثافة مختلفة من الدهان، ثم حقّق تحكّمًا أفضل في مسدّس الرشّ متعدّد الفتحات؛ منحت قطرات الدهان المكثّفة السطح المكشوف تأثيرًا يشبه الفسيفساء. قبل أن يضع الدهان، قام بتثبيت القماش على الأرض. فقط بعد تغطية السطح بأكمله قام بتقسيمه إلى سلسلة من اللوحات المنفصلة، ومنذ سنة 1966 ركّز على هوامش الإطار. في النهاية، أنتج خطوطًا حدوديّة في الأسفل والجانبين باستخدام دهان مكثّف بالجِلّ تحت وفوق قشرة الرش. تحدّد خطوط بالألوان، التي تتطابق مع الألوان المدهونة بالرشّ، هوامش ما يبدو أنّه قشرة من الألوان الدقيقة التي تمّت ملاءمة درجاتها. بعد الانتهاء من اللوحة، تمّ شدّ وتمديد كلّ عمل على إطار.
عدينا كميان