'أعتقد أنّني لم أكن 'تصويريًّا' أبدًا. بقدر ما أستطيع أن أتذكّر لقد رسمت دائمًا بشكل 'مسطّح'. [...] لقد انجذبت إلى البحر، التسطيح وإيقاعاته. في السنوات التي عشت فيها في البساتين، اكتسبت رؤية لعالم مسطّح وواضح أحادي اللون". البحث الفنّيّ العنيد ليحيئيل كريزا الذي ولد لعائلة محافظة، درس في أستوديو الفنّان يوسف زاريتسكي واعتبر فنه مهمّة وطنيّة، انعكس في تطوير التقنية وتطوير مستوى التجريد. الذروة في أعماله كانت في"الفترة البيضاء" من سنة 1962 فصاعدًا، حيث رسم معظم أعماله بألوان بيضاء وألوان زيتيّة، في محاولة فيها إصرار على تحسين التجربة الوجوديّة للعمل التجريديّ.
طبقة الدهان الأبيض التي تغطّي "لوحة" من 1965-1966، مدهونة على خلفيّة بمستويات من الأرجواني، وتكوّن ما يشبه نسيجًا جلديًّا دقيقًا. مع كل ضربة فرشاة فاتحة اللون تجرف اللون من الطبقة الداكنة تحتها، تتّحد الألوان في نسيج عموديّ، على عكس الاتّجاه الأفقي النموذجيّ لأوصاف الطبيعة، المرتبط بروح الإنسان ونفسه. ضربات فرشاة غير المصقولة، لكنّها حسّاسة تكشف عن روح الفنّان الخشنة، لكنّها مرهفة الحسّ، وتجسّد الدمج بين التشدّد الذاتيّ والحضور الدافئ والصريح. يبدو كما لو أن كل التردّد والجهد يتحوّلان دفعة واحدة إلى سكينة لا مبالية تطمح إلى الأعلى - المادّة تطمح إلى الروح.