وُلِد ميخائيل غروس في طبريّا، وترعرع في بلدة مغدال، الواقعة على ضفاف بحيرة طبريّا. خلال الثورة العربيّة، سنة 1936، أُضرمت النار في منزل عائلته ومزرعتها، وقُتل والده. صدمة وفاة والده رافقته طوال حياته.
يتكوّن العمل "أبيض ومغرة" من لوحَيْن يسعيان إلى تجسيد كمال الطبيعة وتخليد لحظة عابرة. على اللوح الأيمن، رُسِم خطّ الأفق بالمغرة وبدقّة كبيرة بين الأسطح البيضاء، التي دُهنت فوق درجة أغمق من اللون. على اللوح الأيسر، يستمرّ خطّ الأفق ويلتقي بسطح بلون مغرة أفتح. ضربات الفرشاة على طول الخطّ، وخاصّة حيث يلتقي مع السطح، مرئيّة. يمكننا أن نشعر بوحدة الفنان في مناظره الطبيعيّة التجريديّة، الساكنة والمحدودة، التي تجعل الشمس الدافئة لون أرضها المقفرة أو لون مجمّع المياه الذي تحتها فاتحًا. غروس، الذي ادّعى أنّ "هيمنة الطبيعة تبني اللغة إلى حدّ كبير"، نجح في هذه اللوحة الكبيرة في التعبير عن الأحاسيس والمشاعر التي عاشها في المناظر الطبيعيّة لطفولته.