جرّ إلى اليسار لمشاهدة الأعمال
قال رسّام الحركة الأمريكيّ فيلم دي كونينغ: "أرسم هكذا، لأنّه بهذه الطريقة يمكنني إضافة المزيد والمزيد من الدراما، الغضب، الألم، الحب، شخصيّة، حصان وأفكاري بشأن الحيّز. ما يتمّ رسمه يتكرّر ويصبح في عين الناظر عاطفة أو فكرة". اللون، المادّة وحركة أيدي الفنّان هي الوسائل الأساسيّة للتعبير عن مشاعره.
يعرض هذا الجزء من المعرض أعمال الفنّانين الذين طوّروا حركة اليد وعبّروا عن روح التمرّد على التقاليد، ورغبة جامحة في التحرّر والتعبير عن نقاط القوّة العاطفيّة، الأسطوريّة والدينيّة. الجسديّ والعقليّ اتّحدا في عملهم وجعلا اللوحة امتدادًا للأنا الداخليّ. اعتقد فنّانو التعبيريّة التجريديّة، الذين استلهموا من التلقائيّة السرياليّة، أنّ أصل الفنّ يكمن في اللاوعي. أنتج رسّامو الحركة من بينهم لوحات قويّة ذات قوام محسوس من خلال ضربات فرشاة كاسحة، أو نشروا أقمشة اللوحات على الأرض، وبدأوا يقطّرون ويسكبون الدهان عليها مباشرة من العلبة. لقد قدّم هم وفنّانون آخرون انعكاسًا بصريًّا للذاتية واكتشاف الذات التي ميّزت الثقافة الأمريكيّة بعد الحرب العالميّة الثانية، وعكسوا الاهتمام المتزايد بالوعي، طبيعة الإنسان وجوهر وجوده.
أدّت الحرب العالمية الثانية، المحرقة النازيّة وبداية العصر النوويّ إلى إلقاء نظرة متجدّدة على حالة الإنسان ومفهوم الحضارة. في أوروبا ما بعد الحرب، روّج فنّانو اللاصوريّة، الطاشيّة والتجريد الغنائي للاستخدام الفريد من قبل المبدع لسكين الرسامين، عمل الفرشاة الغنيّ القوام، والبقع العرَضيّة، القطرات، الرشّ، ووضع الطلاء مباشرة من الأنبوب. فضّل هؤلاء الفنّانون التعبير البديهي على التخطيط المسبق، وسعوا للتعبير عن مشاعرهم الشديدة من خلال الرسم القويّ والتصور الشامل للوحة كبيرة المقاسات.